في القرية النائية والبعيدة عن صنعاء مسافة 20 كيلوا يسكن الحاج توفيق محمد عمر والد الطفل محمد في حي المحجر بضلاع همدان ويكافح الظروف الصعبة والأوضاع الاقتصادية السيئة التي أجبرت أسرته على البقاء أحيانا لساعات متواصلة دون طعام وبينما كانت أم محمد تكافح لمساندة زوجها في إدارة شئون البيت كانت أيضا تعتني بطفلها محمد الذي ظنت أن جسمه هزيل ويجب عليه التعايش مع الحياة بهذه الصورة تقول أم محمد " ظننت أن على محمد أن يتعايش مع الحياة بجسمه الهزيل ولم أكن أعرف أن الموت بانتظاره" بسبب التوعية التي تقوم بها متطوعات صحة المجتمع العاملات لدى التراحم الطبية أدرك أبو محمد خطر مرض سوء التغذية الفتاك على ابنه وبادر مسرعا إلى مستشفى همدان العام وهناك استقبلته العاملة الصحية التابعه للمرفق والتي تعمل ضمن مشروع مكافحة امراض سوء التغذية الذي تنفذه التراحم بتمويل من برنامج الغذاء العالمي WFP
كان وزن محمد عند الدخول 4.8 كيلو جرام فقط مجسدا المأساة الإنسانية التي تمر بها اليمن في ظل الحرب والحصار وانقطاع مصادر الدخل إذ يعاني الأطفال من فتك امراض سوء التغذية مع نقص كبير في الإمكانات وهو ما يعرض حياة الآلاف من الأطفال للخطر.
بدأ محمد بتلقي العلاج بصورة مستمرة واستلام مغلفات التغذية بصورة أسبوعية وتتحدث والدة محمد عن هذه الفترة بقولها " كنت أراه مثل الوردة التي تتفتح أمامي لله الحمد والمنة على كل شيء أخيرا رأيت محمد يتماثل للشفاء بعد أن كنت أنام الليل منتظرا لحظة وفاته وهذه فرحة كبيرة وأقدم شكري للتراحم وبرنامج الغذاء وكل العاملين بالمرفق"
تتكلم أم محمد وتختصرأيام العناء وعن نظراتها التي استبشرت بتماثل محمد للشفاء تعجز الكلمات عن التعبير عن مستوى الفرح الذي يشع منها وكأنه فرح بقدوم غائب ما بعد أن كان ميئوس من قدومه.
أصبح وزن محمد الآن 7.2 كيلو جرام وأصبحت حياته وحياة والديه أفضل من ذي قبل وهو التغيير والأمل الذي ننشده أن يعم المجتمع اليمني بشكل عام.