الأم امنة سهل قصة أخرى من قصص الحرمان والمعاناة مع سوء التغذية - مؤسسة التراحم الطبية

  • الرئيسية
  • الأم امنة سهل قصة أخرى من قصص الحرمان والمعاناة مع سوء التغذية - مؤسسة التراحم الطبية

الأم امنة سهل قصة أخرى من قصص الحرمان والمعاناة مع سوء التغذية

 

 

ظلت امنة محرومة من الأولاد لفترة من الزمن وبعد معاناة طويلة لسنوات رزقت الأم امنة بابنتين توأم أحلام وعهود لكن الحال مع عهود لم يكن كما أحلام وفرحتها بالأبناء يبدوا انها ناقصة حيث أصيبت عهود بسوء التغذية المتوسط بعد أشهر بسيطة من ولادتها وظلت طريحة الفراش والمعاناة وهو ما جعل الأم في حيرة من أمرها وخوف أن تفقد أحد التوأمين التي رزقت بهما وتملكها الفرح بوجدهما.

بعد المركز الصحي عن القرية
المسافة الى مركز المديرية التي يوجد بها مشفى للمرفق الصحي الأقرب لمنزلنا قدرتها صديقتي ب 15 كم إنها مسافة كبيرة ومتعبه للغاية تقول السيدة آمنة سهل احدى الأمهات المستفيدات من مشروع التغذية في قرية الجعوان مديرية المراوعة محافظة الحديدة.

أمنة البالغة من العمر 38 عاما ولها ثلاثة من الأطفال احدهم ابنتها عهود 5 سنوات والمصابة بسوء التغذية المتوسط.

عهود هي الأخت التؤام لأحلام وهما فرحة والدتهما التي لم ترزق بالأطفال الا بعد سنين كثيرة من الانتظار لكن تلك الفرحة فعلا كانت منقوصة بعد إصابة عهود بسوء التغذية، تقول فاطمة خالة عهود أن ظهور عهود واحلام للدنيا كان بمثابة معجزة لوالديهما لقد فرحا جدا بهما بعد ان سيطر اليأس عليهما وتضيف نحن حزينون لما أصاب عهود لكن نأمل لها الشفاء العاجل.

لم تكن تملك عائلة عهود أي فكرة عن الطريقة التي يمكن من خلالها علاج ابنتهم فالعائلة تنظر لابنتهم بعين الحسرة، تقول امنه ان الوضع الذي تمر به عائلتها سيء للغاية وأنها تتحمل الكثير من المشاق في سبيل رعاية ابنتيها وعائلتها حيث انها تقضي الكثير من الوقت بجانبهم مما يؤثر على عملها في المنزل وتجهيز الطعام والذهاب للحقل بالإضافة الى ان زوجها عاطل عن العمل مما يؤثر حتى على معيشتهم.

تقول فاطمة الجارة والصديقة لآمنة لقد ذهبت لزيارة صديقتي آمنة للاطمئنان عليها لكني تفاجأت بحالة عهود الصحية واخبرتني أمها عن معاناتهم وتذكرت وجود فريق ميداني متنقل يقدم خدمات العلاج من امراض سوء التغذية للأطفال والأمهات الحوامل والمرضعات في قرية السريد 7 كم تبعد عن منزل آمنه, وقد حثيتها على ذلك .

تقول آمنه كنت أضطر للسير على الاقدام وانا احمل ابنتي عهود لمسافة كبيرة جدا انني اقضي النهار كاملا في رحلتي نحو إيجاد العلاج لابنتي المصابة بسوء التغذية وبنفس الوقت اعاني كثيرا من فراق ابنتي أحلام حيث ادعها عن صديقتي التي تعمل في الحقل ولها 5 أطفال واخشى عليها من الجوع او البكاء ان قلبي يؤلمني جدا طول وقت الرحلة الشاقة الى المركز الصحي.

سمية عبدلي قائدة الفريق المتنقل التابع للتراحم الطبية والممول من برنامج الغذاء العالمي تتكلم عن قصة وصول عهود إلى فريقها لتلقي العلاج "لقد قدمت الينا عهود وهي في حالة صحية سيئة للغاية حيث كان وزنها 7.2 جرام وعندما تم اخذ المواك كانت 12.3 سم بالإضافة الى هزال في جسدها واصفرار"

رحلة العلاج والشفاء

بعد أن قام الفريق المتنقل بالإجراءات اللازمة في القياسات وتسجيل عهود في كشوفات الفريق قام الفريق مباشرة بمتابعة الحال وصرف العلاج التغذوي اللازم وما هي إلا أيام مرت وبدأت عهود تتشافى وتعود أقوى بالتدريج وكانت الأم امنه تذهب كل أسبوع إلى الفريق المتنقل لأخذ مغلفات التغذية ومتابعة حالة عهود.

السابع من فبراير كانت آخر زيارة لعهود إلى الفريق التنقل ففي هذه الزيارة استبشر الفريق التنقل واستبشرت ام عهود بشفاء عهود من سوء التغذية وتماثلها للشفاء بعد رحلة العلاج المضنية التي استمرت لشهرين متتاليين.

وودعت ام عهود الفريق وهي تلهج بكلمات الثناء لفريق التراحم الطبية وبرنامج الغذاء العالمي وكل من ساهم في نجاح الفريق المتنقل في المديرية

وتنفذ التراحم الطبية مشروع معالجة امراض سوء التغذية بمحافظة الحديدة منذ العام 2016 في سبع مديريات بالمحافظة بتمويل من برنامج الغذاء العالمي WFP